كيف تعمل برامج استعادة الملفات المفقودة

علي الرغم من التطوير المستمر لأجهزة التخزين، إلا أن استعادة الملفات المفقودة ما زال أمرًا شائعًا ويحتاج إليه أغلب المستخدمين، تشمل الأسباب المتكررة لفقدان الملفات :-

ماهية استعادة البيانات المفقودة

يمكن تعريف استعادة البيانات المفقودة علي أنها عملية للحصول علي البيانات التي كانت موجودة علي وحدة التخزين والتي لا يمكن الوصول إليها بالطريقة العادية بسبب الحذف النهائي مسبقًا أو مشكلة تقنية.

هناك برامج عديدة من أجل استعادة الملفات المفقودة، ولكي تعمل هذه البرامج دورها بشكل ناجح، هناك شرط أساسي، وهو الملف الذي ترغب في استعادته لابد وأن يكون محتواه كان موجودًا بشكل ثابت علي وحدة التخزين، أُدرك أنه ما زال الأمر مُبهم، دعني أوضح لك.

علي سبيل المثال، إذا كنت تعمل علي مستند نصي علي برنامج Microsoft Word، وأثناء الكتابة، تم انقطاع التيار الكهربي فجأة قبل حفظ المستند، في هذه الحالة لم تنجح معك برامج استعادة الملفات المفقودة، لأنه لم يتم تخزين المستند النصي بشكل ثابت علي القرص الصلب.

موقف آخر لن تفلح معك برامج استعادة الملفات المفقودة، وهو في حالة الكتابة المتكررة علي القرص الصلب، ربما الملف الذي قمت بنقله إلي القرص الصلب حديثًا تم تخزينه في نفس القطاعات التي كانت عليها الملفات المفقودة التي ترغب في استعادتها مرة أخري، بالتالي حتي لو البرنامج نجح في استعادة الملف المرغوب سيكون علي الأغلب ملف تالف لأنه سبق وأن تمت الكتابة عليه.

بشكل عام، تقينات استعادة الملفات تنقسم إلي نوعين:

• البرامج الاحترافية: هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا ويتم استخدامها في معظم الحالات، برامج استعادة الملفات المفقودة أهم ميزة لديها هي الواجهة الرسومية البصرية البسيطة للغاية، بحيث يسهل التعامل معها حتي من قبل المستخدم العادي، الأمر غير مقتصر عن المتخصصين، هذه البرامج متخصصة بدورها علي تفسير البيئة المنطقية لتخزين الملفات، وقادرة علي قراءة البيانات المفقودة وتسليمها إلي المستخدم في شكل قابل للاستخدام مرة أخري.
• الصيانة الفنية: هذه التقنية تقتصر فقط علي المتخصيين والمهندسين في الحالات الشديدة المتعسرة، نلجأ إلي هذه التقنية في حالة إذا جربنا أحد البرامج الاحترافية ولم تنجح معنا، علي الأغلب عندما لا تعمل بعض الأجزاء الميكانيكية أو الكهربائية من محرك القرص الصلب بشكل صحيح، ولكن هناك شيء مؤسف في هذه التقنية وهو يتم توجيه جميع الإجراءات الفنية نحو امكناية استعادة الملفات المهمة، دون القابلية لاستخدام القرص الصلب المصاب مرة أخري.

أكثر حالات البيانات المفقودة شيوعًا

بشكل عام، عملية استعادة الملفات المفقودة نجاحها يعتمد بشكل أساسي علي انتقاء الطريقة المناسبة للاسترجاع وتطبيقها في الوقت المناسب، هذا هو السبب في أنه من المهم فهم طبيعة حالة الملفات المفقودة واتخاذ القرار المثالي في كل سيناريو محدد، من ناحية أخري، يمكن أن تؤدي اتخاذ إجراءات خاطئة إلي تدمير الملفات وخسارتها بلا رجعة.

أكثر حالات البيانات المفقودة شيوعًا هي كالآتي:-

الحذف المفاجيء للملفات بدون قصد

تختلف طبيعة الأنظمة في التعامل مع حذف ملف، علي سبيل المثال، نظام FAT في ويندوز، عند حذف ملف، يتم وضع علامة علي دليل الملف المحذوف علي أنه غير مستخدم، ويتخلص النظام من معلومات الملف من خلال تخزينه في قطاعات معينة من القرص الصلب بحيث يُصبح الملف المحذوف غير قابل للقراءة من قبل المستخدم العادي إلا في حالة استعادة الملف مرة أخري.

في نظام NTFS : يتم وضع علامة علي دليل الملف المحذوف علي أنه غير مستخدم، ويتم وضع علامة علي مساحة القرص التي كان يشغلها الملف المحذوف علي أنها مساحة فارغة يُمكن استخدامها، دون الحاجة إلي نقل الملف المحذوف إلي قطاعات أخري.

أغلب أنظمة الملفات Linux / Unix تقوم بتمدير تفاصيل الملف المحذوف ( معلومات حول مسار حفظ الملف – حجم الملف – نوع الملف وما إلي ذلك ) وتميير مساحة القرص هذه علي أنها فارغة يُمكن استخدمها لتخزين ملفات أخري جديدة.

الهدف الرئيسي من حذف الملف ليس التخلص منه كما يظن البعض، ولكن بهدف تحرير مساحة التخزين التي يستخدمها الملف المحذوف لتخزين ملف آخر جديد، لأسباب تتعلق بالأداء، لا يتم تنظيف مساحة التخزين علي الفور مما يجعل محتوي الملف الفعلي يظل علي القرص حتي يتم إعادة استخدام مساحة التخزين هذه لحفظ ملف جديد.

تنسيق نظام الملفات

يمكن إنشاء تنسيق نظام الملفات علي جهازك عن طريق الخطأ، علي سبيل المثال، يتم حذف محتويات قسم بالكامل نتيجة تحديد القسم هذا عن طريق الخطأ أو بسبب سوء التعامل مع وحدة التخزين بشكل عام ( بشكل عام، من المشاكل الشائعة جدا وهو في حالة الرغبة في تثبيت ويندوز جديد، يتم اختيار قسم قرص صلب عن طريق الخطأ وبالتالي يؤدي إلي مسح محتوي القسم هذا بالكامل عن غير قصد )، يقوم إجراء التنسيق بإنشاء هياكل نظام فارغة علي وحدة التخزين، بحيث يُمكن كتابة أي معلومات جديدة بعد ذلك.

إذا تطابقت أنواع أنظمة الملفات الجديدة والسابقة، يتم تدمير هياكل نظام الملفات الحالية عن طريق الكتابة فوقها بأخري جديد، أما في حالة اختلاف أنواع أنظمة الملفات، تتم إنشاء الهياكل في مواقع مختلفة من وحدة التخزين، وبالتالي هنا يسهل عملية استعادة الملفات المفقودة؛لأنها ما زالت تشغل نفس المساحة التي كانت محفوظة عليها.

التلف الرقمي لنظام الملفات

كما وضحنا في الأعلي، أن أي وحدة تخزين لابد وأن يكون لها نظام لإدارة تخزين الملفات علي سبيل المثال ( FAT – NTFS )، بالرغم من أن أنظمة الملفات الحديثة تتمتع بمستوي عالٍ من الحماية قد أي أخطاء تقنية، إلا أنه غالبا ما تظل عاجزة ضد بعض المشاكل المتعلقة بأعطال الأجهزة (Hardware) أو حتي مشاكل خاصة بالبرامج (Software)، لدرجة قد تصل إلي أن جزء صغير من المحتوي الخاطيء المكتوب في موقع خاطيء علي وحدة التخزين، هذا قد يتسبب في تلف هياكل نظام الملفات من خلال كسر روابط كائنات هذا النظام الرقمي غير الملموس، وبالتالي يجعل نظام الملفات غير قابل للقراءة، في بعض الأحيان، قد تحدث هذه المشكلة بسبب انقطاع التيار الكهربي أو فشل في شأن Hardware أي إحدي القطع المكونة لجهازك.

فقدان المعلومات حول قسم القرص الصلب

قد يحدث هذا الخطأ بسبب فشل عملية FDISK ، أو أخطاء غير مقصودة من المستخدم، والتي عادة تؤدي إلي فقد المعلومات حول موقع وحجم قسم القرص الصلب، وبالتالي أيضًا تصبح الملفات المخزنة علي هذا القسم التالف غير قابلة للقراءة من الأساس.

فشل التخزين

إذا كنت تشك في وجود أي مشكلات مادية في التخزين علي سبيل المثال ( إصدار ضوضاء بصوت مزعج – ارتفاع درجة حرارة الجهاز – مواجهة مشاكل في القراءة – عدم تشغيل الجهاز – وما إلي ذلك )، فلا يوصي بإجراء أي محاولات استعادة الملفات المفقودة بنفسك، يجب أن تأخذ جهازك أو وحدة التخزين علي الأقل ( القرص الصلب ) إلي متخصص.

مقالات ذات صلة

كيف تعمل برامج استعادة الملفات المفقودة

علي الأغلب يُمكنك استعادة الملفات المفقودة علي أي وحدة تخزين سليمة بدون مساعدة من أحد المتخصصين، وذلك عن طريق برامج استعادة البيانات المتخصصة، ومع ذلك من المهم أن تضع في اعتبارك أنه لا يمكن استرجاع أي بيانات بعد الكتابة عليها، لهذا السبب، لا يجب أبدصأ كتابة أي شيء في وحدة التخزين حتي يتم أولًا انقاذ الملف المحذوف حديثًا.

أغلب أدوات استعادة الملفات المفقودة باستخدام طريقة خوارزميات التحليل الوصفي للبيانات أو مزيج من الطرقتين أو طريقة الاستعادة الأولية بناءً علي المحتوي المعروف للملفات.

التحليل الوصفي للبيانات أو ما يعرف باسم Metadata Analyze، المقصود ب Metadata هو معلومات خفية موجودة في نظام الملفات، عندما يقوم برنامج استعادة الملفات المفقودة بتحليل هذه المعلومات، يستيطع البرنامج تحديد موقع الهياكل الرئيسية في التخزين التي تحتفظ بسجل محتوي الملفات وخصائصها وتسلسل الدليل، بعد ذلك تتم معالجة هذه المعلومات والاستفادة منها في استعادة الملفات المفقودة.

هذه الطريقة هي المفضلة لبرامج استعادة الملفات، وهي بالفعل أول طريقة يتم تطبيقها؛ لأنها تتيح استعادة الملفات بأسمائها الأصلية ومجلداتها وطوابع التاريخ والوقت.

إذا لم تكن معلومات Metadata تالفة بشكل كبير، فقد يكون من الممكن إعادة بناء بنية المجلد بالكامل، اعتمادًا على تفاصيل الآليات التي يستخدمها نظام الملفات للتخلص من العناصر “غير الضرورية”، ومع ذلك لا يمكن إجراء مثل هذا التحليل بنجاح عندما تكون الأجزاء المهمة من معلومات Metadata مفقودة، هذا هو السبب في أنه من المهم للغاية الامتناع عن استخدام أدوات إصلاح نظام الملفات أو استخدام أي عمليات قد تؤدي إلي تعديلها حتي يتم استعادة الملفات بالكامل.

كقاعدة عامة، عندما لا تتحقق النتيجة المرجوة بمساعدة التحليل الوصفي للبيانات، يتم البحث عن الملفات حسب محتواها المعروف، في هذه الحالة، لا يشير المحتوي المعروف ضمنًا إلي المحتوي الأصلي الأولي للملف، بل يشير فقط إلي أنماط معينة نموذجية لملفات التنسيق المحدد، وقد تشير إلي بداية الملف أو نهايته.

يُشار إلي هذه الأنماط باسم ” توقيعات الملفات – File Signatures ” ويمكن استخدامها لتحديد ما إذا كان جزء من البيانات علي وحدة التخزين ينتمي إلي ملف من نوع معروف، بهذه الطريقة، تتلقي الملفات بعد استرجاعها امتدادًا بناءً علي التوقيعات الخاصة بها ويتم تخصيصها لمجلدات جديدة، عادة يتم إنشاء هذه المجلدات لمفات علي أنواع مختلفة، بحيث كل نوع من الملفات ينتمي داخل مجلد خاص به.

العيب الرئيسي في هذا الأسلوب هو أن بعض الملفات قد تفتقر إلي التواقيعات الخاصة بها والتي من خلالها يمكن التعرف عليها، أو تحتوي فقط علي توقيع يشير إلي بدايته دون نهايته، ومن هنا يصعب التعرف علي الملف، وبالتالي من الصعب أيضًا استعادة الملفات المفقودة التي تُعاني من هذه المشكلة.

من أجل استعادة الملفات المفقودة بأقصي قدر من السهولة والكفاءة معًا، من الأفضل استخدام برنامج احترافي لاستعادة الملفات، يستخدم البرنامج الأساليب المذكورة أعلاه بشكل متزامن أثناء إجراء فحص واحد يتم تشغيله علي وحدة التخزين.

نصائح هامة عند استخدام برنامج استعادة الملفات المفقودة

بينما تتوفر عشرات وربما مئات البرامج المتخصصة في شأن استعادة الملفات المفقودة، حتي نصل إلي النتائج المرجوة، أري أنه يجب الابتعاد عن البرامج المجانية، حتي وإن كانت تعمل بشكل مقبول، ولكن من المستحيل أن يصل مستواها إلي مستوي البرامج المدفوعة الاحترافية التي تمزج بين سهولة الاستخدام والكفاءة الفعلية.

إذن يجب عليك اختيار برنامج مدفوع من أجل استعادة الملفات المفقودة بكل سلاسة، لا تنسَ تجربة البرنامج قبل عملية الشراء، جميع البرامج المدفوعة تقريبا تسمح للمستخدم تحميل وتثبيت نسخة تجريبة من البرنامج، بعدها يمكنك أخذ قرار الشراء من عدمه، كذلك أُوصيك بمراجعة تقييمات المستخديمن السابقين الذين جربوا البرنامج، سوف تجد هذه المراجعات علي الموقع الرسمي للبرنامج، أو حتي يمكنك نشر بوست علي منتدي أو مجموعة علي الفيس بوك تسألهم من واقع تجربتهم عن أفضل برنامج جربوه لاستعادة الملفات المحذوفة.

من خلال تجربتي الشخصية، أري أن هناك أمور في غاية الأهمية يجب مراعاتها عند استعادة الملفات المفقودة بصرف النظر عن البرنامج المستخدم، بالفعل سردنا هذه النصائح بالتفصيل الممل خلال هذا الفيديو، ولكن دعني أسردها لك بإيجاز هنا.

استعادة الملفات المفقودة ( شرح مختصر )

سبق لنا وأن شرحنا بإيجاز وبشكل عملي كيفية استعادة الملفات المفقودة من خلال استخدام أحد البرامج الاحترافية، أُوصيك بمشاهدة الفيديو التالي.

رغم توفر تقنيات متعددة حول كيفية استعادة الملفات المفقودة إلا أنه ما زال يمكنك حذف الملفات بلا رجعة دون قابلية استعادتها مرة أخري من خلال تقنيات الاستعادة أو حتي برامج الاستعادة الاحترافية، وبالفعل تحدثنا في هذا الأمر من قبل علي موقعنا في مقالات سابقة، فإذا كان الأمر يُهمك، أوصيك بالإطلاع علي المقالات التالية.

أسأل الله لك التوفيق، إذا كنت تجد أي مشكلة، يمكنك طرح استفسارك في خانة التعليقات بالأسفل.